استمتع اليوم الجمهور العنابي بالعرض الختامي لفعاليات أيام عنابة للفيلم القصير في طبعته الثالثة عشر، بقاعة العرض لقصر الثقافة والفنون "محمد بوضياف".
وخصص اليوم الثالث والأخير لعشاق الفيلم الوثائقي، وذلك من خلال عرض ستة أعمال وثائقية مختلفة الأفكار والتوجهات والمشارب، والتي لاقت استحسانا كبيرا وتجاوبا للجمهور الحاضر أثناء العرض أو المناقشة.
تبسة لؤلؤة نادرة
هكذا عنون مخرج الوثائقي "تيفست اللؤلؤة النادرة" عمله حول مدينة تبسة وتصويره لمعالمها الرومانية على غرار القلعة البيزنطية وقوس كركلا وهيكل ميناف، والمعالم الفرنسية على شاكلة الكنيسة وبازيليك سانت كاترين، حيث صور العمل مدينة الخيرات وما تجود به الولاية الثانية عشر في الجزائر ذات التاريخ العريق، في خطوة للتعريف بها والترويج للمقومات السياحية وإزالة الصور النمطية التي تحتكر السياحة في البحر والجبل، ليبدع ابن مدينة تبسة إيهاب محفوظ في تسليمنا جواز سفر لتيفست في قاعة العرض بعنابة.
لكل منا جمهوريته داخل الجمهورية الواحدة
من هذا المنطلق انطلق ابن مدينة سوق أهراس "عيسى جوامع" في تصويره لمسيرات ساحة الجمهورية بباريس سنة2016، والذي عنونه بالجمهوريات républicains" كتجسيد منه لخروج الفرنسيين كل حسب رؤيته لجمهوريته في ظل تردي الأوضاع والظروف الاجتماعية والبيئية من جهة، ومن جهة ثانية أبرز الصورة الخفية لعاصمة الجن ولملائكة والموضة في ظل امتعاض الفرنسيين من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والايكولوجية.
الوفاء والإخلاص nice very nice
عبر وثائقي Nice very Nice عن أبهى صور الوفاء والحب بين الأزواج في الجزائر، وذلك من خلال قصة عمي رمضان المدعو "دودو"، وحبه لزوجته التي قضى معها 42 سنة، والتي كانت تحب الفسيفساء والأحجار القديمة، وقد أحيا ذكراها وتواجدها المعنوي معه من خلال تصميمه للمنزل ومدخل العمارة بالفسيفساء وصورهما في هيئة تجعلك في متحف بالقصبة.
القضية المكبلة، بين حقوق الإنسان والصمت الإنساني
هكذا عنون ابن مدينة عنابة "محمد نذير مزاهدية" فيلمه الذي أنتج من طرف جمعة أمريكية لحقوق الإنسان، والذي جمع بين السينما والتحقيق الصحفي، أين صور المخرج وفريقه العمل من خلال الانتقال إلى الأراضي المحتلة، في خطوة صعبة وخطيرة لتصوير معاناة الصحراويين وانقسامهم بين مخيمات اللاجئين بالجزائر "تندوف" والمناطق المحتلة، وما يعانيه الصحراويين من مظاهر القمع والعنف والحرمان من لقاء أهاليهم من خلال جدار فاصل وملغم بين المناطق المحررة والمحتلة. وللإشارة يعتبر هذا الوثائقي الثاني بعد مخرج "محمود جديات" الذي عنونه بالقسم سنة 1986، الذي صور كفاح ومعاناة المرأة.
الحدادة وجه آخر للفن والإبداع
تحدث الوثائقي الذي عرض خامسا، عن المهن الآيلة للزوال في المجتمع، وهي مهنة الحدادة، حيث صورت هذه المهنة الجميلة من خلال بورتريه لحداد من ولاية سطيف يحب ويبدع في مهنته عبر رسكلته للحديد وبواقيه على أشكال وصور متعددة وجميلة، آملا في عدم زوال هذه المهنة الجميلة.
لكل محطته الأخيرة.... لكن الحياة مستمرة
عبر الوثائقي الأخير الذي حمل عنوان المحطة الأخيرة، وظيفة مغايرة للعادة، لشخص يعتبر محبوب المواطنين في ولاية باتنة وذلك لبشاشته وتفاؤله رغم الوظيفة التي يشغلها، وهي تنظيم الجنائز وتدوين الوفيات ورغم ذلك لم يتغير ومزال يحافظ على بشاشته وتفاؤله بالحياة، وقد ظفر هذا الوثائقي بجائزة أحسن وثائقي في هذه الطبعة.
هذا ويبقى الوثائقي جزء من الواقع وكله، فهو جواز سفر للموضوع المراد إيصاله كما هو في الواقع لكن بصورة تحاكي فكرة ورؤية مخرجه.
نشر في الموقع بتاريخ : الاثنين 29 صفر 1441هـ الموافق لـ : 2019-10-28